أ - شمولية المفهوم الذي يؤكد أن
التنمية البشرية ذات صبغة عالمية ، موجهة إلى سائر سكان المعمور ، دون الاقتصار
على جنس بعينه أو دولة واحدة ، وهو ما تعكسه عبارة (( والأفراد جميعهم )) الواردة
في صك الإعلان .
ب - تكامل المفهوم : بمعنى أن التنمية
البشرية ، خلافا للتنمية الكلاسيكية لا تقوم على أساس تحسين الوضع الاقتصادي
والدخل الفردي فحسب ، بل يتقاطع فيها النمو الاقتصادي مع التنمية الاجتماعية
والسياسية ، ويتشابك مع الجانب المعرفي والثقافي والحقوقي ، فهو حسب كلمات الإعلان
العالمي لسنة 1986 (( عملية اقتصادية واجتماعية وثقافية وسياسية شاملة )) .
ج - مفهوم يقوم على الاستدامة ،
فتحقيق الرفاهية وربطها بحقوق الإنسان التي تشكل هدفا رئيسا كما يعبّر عن ذلك
الإعلان العالمي المذكور ، لا ينحصر في الأجيال الحالية أو في زمنية تاريخية بعبنها
، وإنما يكمن الهدف في الزمن اللامحدود الذي يمس أجيال الحاضر كما يمس أجيال
المستقبل المتعاقبة ، وهو ما عبّر عنه الإعلان ب ((التحسن المستمر )) .
د - عدالة الاستفادة : فالتنمية البشرية – على عكس التنمية
التقليدية – لا تحصر الرفاه المادي والاجتماعي والثقافي والسياسي في يد أقلية من
المجتمع ، بل تهدف إلى توزيع عائداتها توزيعا عادلا تستفيد منه جميع الفئات
الاجتماعية دون تمييز .
هـ - يشكل الإنسان العنصر الأساسي في المفهوم الذي أتى به
الإعلان العالمي عن حق التنمية ، ذلك أن التنمية البشرية تستهدف الإنسان في المقام
الأول ، فهو هدفها ووسيلتها وأداتها .
والحاصل أن التنمية البشرية عملية مجتمعة
تراكمية تتم في إطار من الروابط المتفاعلة التي تحكمها العديد من الأبعاد الاقتصادية
والاجتماعية والسياسية والإدارية ، ويكون الإنسان محورها الأساسي وأداة تحقيقها
على أرض الواقع ، وهي بذلك تختلف عن المفهوم التقليدي الذي يركز على البعد
الاقتصادي ، وتتجاوزه بكونها حصيلة كل الأبعاد المذكورة
والواقع أن مفهوم التنمية البشرية عرف تطورا مع تطورات
نظريات التنمية نفسها ومع نظريات النمو الاقتصادي ، وفي كل مرحلة عكس مفهوم
التنمية البشرية حالة جديدة تلائم خط التطور والتقدم الذي أحرزه كل بلد . فخلال
عقد الخمسينيات من القرن الماضي ، ارتبط مضمون التنمية بمسائل الرفاه الاجتماعي ،
ثم تطور ليركز على أهمية التعليم والمعرفة ، إلى أن تحول مع بداية التسعينيات ليعبّر
عن تشكيل القدرات البشرية ، وتمتيع البشر بقدرتهم المكتسبة في جو من الحرية
واحترام حقوق الإنسان .
وفي
تقرير التنمية البشرية الذي أصدره البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة في سنة 1990 ،
وصفت التنمية البشرية بأنها (( عملية توسيع خيارات الناس بزيادة القدرات البشرية ))
، ويعبّر مصطلح " الخيارات " choice عن
مستوى راق لتطلعات الإنسان . ويعزى الفضل فيه إلى الاقتصادي الهندي الأصل Amartia Sen الذي نحت أيضا منذ الثمانينيات مصطلح "الأحقيات" Entitlement الذي يعكس حق البشر
الجوهري في هذه " الخيارات" . وأحقيات
البشر من حيث المبدأ لا تحدها حدود ، وتتنامى بشكل مستمر مع رقي الإنسانية ، لكن
عند أي مستوى من مستويات التنمية ، فإن الأحقيات الثلاث الأساسية في تقرير التنمية
البشرية هي (( العيش حياة طويلة وصحية ، والحصول على المعرفة ، وتوافر الموارد
اللازمة لمستوى معيشي لائق )) ، دون تجاهل الأحقيات الإضافية الأخرى المتمثلة في
الحرية السياسية والاجتماعية و(( توافر الفرص للإنتاج والإبداع والاستمتاع بحريات
الذات وضمان حقوق الإنسان)) ، لذلك اعتمد البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة على
ثلاث مؤشرات تحدد مستوى التنمية البشرية وهي مؤشر الدخل ومؤشر العمر ومؤشر القراءة
والكتابة أو ثقافة المعلومات .
ويستشف
من المعطيات السالفة أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي - المرجعية الأساسية في
تحديد التنمية البشرية- يعتبر أن مفهوم هذه الأخيرة يشمل ثلاثة مستويات : يتمثل
الأول في تكوين القدرات البشرية مثل تحسين الصحة وتطوير المعرفة والمهارات ، والثاني
في توظيف الناس لهذه القدرات في الاستماع والإنتاج سلعا وخدمات ، أما المستوى
الثالث فيتمثل في رفاه الإنسان الذي يأتي نتيجة للمستوى الأول والثاني .
و بالاستناد على ما ورد في تقرير التنمية البشرية الصادر
عن البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة لسنة 2005 ، فإن مفهوم التنمية البشرية قد
تمطط ليشمل أيضا العلاقة بين الإنسان والبيئة ، وهو ما يفسر حرص برنامج الأمم
المتحدة على الدعوة للمحافظة على التوازن البيئي عن طريق مناهضة التلوث وتخريب
موارد البيئة ، والسعي إلى ترشيد استخدامها بصورة بناءة تحفظ حق الأجيال القادمة
بالاستفادة منها . وفي تقرير التنمية البشرية لعام2008 ، ارتفع إيقاع الدعوة للمحافظة على البيئة
باعتبارها حقا من حقوق الإنسان ، حيث أفرد التقرير المذكور كتابا خاصا حول
التغيرات المناخية ودور البشرية في التعاون للتضامن ضد تهديداتها المحتملة ، ونص ّ
على أن (( تغير المناخ يمثل تهديدا هائلا على المدى الطويل ، ويعيق التنمية
البشرية وجهود المجتمع الدولي للحد من الفقر)) ، وهو ما يعني إضافة حق
جديد لإنسان المستقبل ، وهو حق الاستفادة من البيئة ، مما يستلزم الحفاظ عليها
لمواجهة خطر تغير المناخ.
وفي
تقرير التنمية البشرية الذي أصدره البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة في سنة 1990 ،
وصفت التنمية البشرية بأنها (( عملية توسيع خيارات الناس بزيادة القدرات البشرية ))
، ويعبّر مصطلح " الخيارات " choice عن
مستوى راق لتطلعات الإنسان . ويعزى الفضل فيه إلى الاقتصادي الهندي الأصل Amartia Sen الذي نحت أيضا منذ الثمانينيات مصطلح "الأحقيات" Entitlement الذي يعكس حق البشر
الجوهري في هذه " الخيارات" . وأحقيات
البشر من حيث المبدأ لا تحدها حدود ، وتتنامى بشكل مستمر مع رقي الإنسانية ، لكن
عند أي مستوى من مستويات التنمية ، فإن الأحقيات الثلاث الأساسية في تقرير التنمية
البشرية هي (( العيش حياة طويلة وصحية ، والحصول على المعرفة ، وتوافر الموارد
اللازمة لمستوى معيشي لائق )) ، دون تجاهل الأحقيات الإضافية الأخرى المتمثلة في
الحرية السياسية والاجتماعية و(( توافر الفرص للإنتاج والإبداع والاستمتاع بحريات
الذات وضمان حقوق الإنسان)) ، لذلك اعتمد البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة على
ثلاث مؤشرات تحدد مستوى التنمية البشرية وهي مؤشر الدخل ومؤشر العمر ومؤشر القراءة
والكتابة أو ثقافة المعلومات .
ويستشف
من المعطيات السالفة أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي - المرجعية الأساسية في
تحديد التنمية البشرية- يعتبر أن مفهوم هذه الأخيرة يشمل ثلاثة مستويات : يتمثل
الأول في تكوين القدرات البشرية مثل تحسين الصحة وتطوير المعرفة والمهارات ، والثاني
في توظيف الناس لهذه القدرات في الاستماع والإنتاج سلعا وخدمات ، أما المستوى
الثالث فيتمثل في رفاه الإنسان الذي يأتي نتيجة للمستوى الأول والثاني .
و بالاستناد على ما ورد في تقرير التنمية البشرية الصادر
عن البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة لسنة 2005 ، فإن مفهوم التنمية البشرية قد
تمطط ليشمل أيضا العلاقة بين الإنسان والبيئة ، وهو ما يفسر حرص برنامج الأمم
المتحدة على الدعوة للمحافظة على التوازن البيئي عن طريق مناهضة التلوث وتخريب
موارد البيئة ، والسعي إلى ترشيد استخدامها بصورة بناءة تحفظ حق الأجيال القادمة
بالاستفادة منها . وفي تقرير التنمية البشرية لعام2008 ، ارتفع إيقاع الدعوة للمحافظة على البيئة
باعتبارها حقا من حقوق الإنسان ، حيث أفرد التقرير المذكور كتابا خاصا حول
التغيرات المناخية ودور البشرية في التعاون للتضامن ضد تهديداتها المحتملة ، ونص ّ
على أن (( تغير المناخ يمثل تهديدا هائلا على المدى الطويل ، ويعيق التنمية
البشرية وجهود المجتمع الدولي للحد من الفقر)) ، وهو ما يعني إضافة حق
جديد لإنسان المستقبل ، وهو حق الاستفادة من البيئة ، مما يستلزم الحفاظ عليها
لمواجهة خطر تغير المناخ.